بواسطه لهلوبة الأربعاء , 15 أكتوبر 2025 ,12:59 م
يُعد عثمان الحناوي أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة هادئة ومؤثرة في الساحة الموسيقية السورية والعربية، ليس فقط بصفته ملحنًا موسيقيًا، بل أيضًا كـ مدير أعمال وشريك فني للفنانة الكبيرة ميادة الحناوي، التي ارتبط اسمه بها ارتباطًا وثيقًا على مدى سنوات طويلة من النجاح والعطاء. وفيما يلي من لهلوبة، نستعرض أبرز المعلومات عن حياته ومسيرته.
وُلد عثمان الحناوي في العاصمة السورية دمشق في خمسينيات القرن الماضي، وسط عائلة محبة للفن والموسيقى. تأثر منذ طفولته بالأصوات الطربية الأصيلة وبالمدارس الموسيقية العربية الكلاسيكية، حيث كان يستمع إلى عمالقة الطرب مثل أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، ووديع الصافي. هذه البيئة الغنية بالموسيقى صقلت ذائقته الفنية وأسهمت في تكوين هويته كملحن وموسيقي حساس.
بدأ مسيرته في عالم الموسيقى من خلال العزف على آلة العود، التي أتقنها بمهارة، ما مكّنه لاحقًا من دخول مجال التلحين والتوزيع الموسيقي، حيث قدّم عدداً من الألحان التي اتسمت بالعمق والإحساس العالي، وإن لم يكن اسمه دائم الظهور في الواجهة الإعلامية.
يُعرف عثمان الحناوي قبل كل شيء بأنه الركيزة الأساسية في مسيرة شقيقته الفنانة ميادة الحناوي، إذ كان مدير أعمالها ومستشارها الفني لأكثر من ثلاثة عقود.
رافقها في كل مراحل مشوارها الفني منذ انطلاقتها وحتى آخر حفلاتها، وحرص على اختيار الأعمال الغنائية التي تناسب صوتها الطربي الفريد، محافظًا على هويتها الفنية الأصيلة.
كما كان عثمان حلقة الوصل بين ميادة وعدد من كبار الملحنين والشعراء في العالم العربي، وساهم في تنظيم حفلاتها داخل سوريا وخارجها، إلى جانب إشرافه على إنتاجاتها الفنية ومشاركتها في المهرجانات العربية الكبرى.
تميّز عثمان الحناوي بذوق موسيقي رفيع وقدرة على مزج الطرب الأصيل بالأسلوب العصري، مع الحفاظ على روح المدرسة الشرقية الكلاسيكية.
كان يحب الألحان العميقة والكلمات الراقية التي تعبر عن المشاعر الصادقة، وله مساهمات في تطوير العديد من الأعمال الغنائية لعدد من الفنانين السوريين والعرب، حيث ساعدهم في صياغة ألحان وأفكار موسيقية متجددة تتناسب مع أصواتهم.
كما كان يتمتع بحس نقدي فني مميز، جعله مرجعًا مهمًا في تقييم الأعمال الفنية، خاصة تلك التي تتعلق بالموسيقى الطربية واللحن الشرقي الأصيل.
حافظ عثمان الحناوي طوال مسيرته على علاقة ود واحترام متبادل مع الوسط الفني. كان معروفًا بين زملائه بتواضعه وهدوئه وذكائه الفني، حيث كان يفضّل العمل خلف الكواليس بعيدًا عن الأضواء.
نال محبة وتقدير كل من تعامل معه، سواء من الفنانين أو الملحنين أو المنتجين، لما اتصف به من أخلاق رفيعة ووفاء مهني نادر.
خلال السنوات الأخيرة، عانى عثمان الحناوي من مشكلات مزمنة في الكلى، واستمر في تلقي العلاج لفترات طويلة. وقبل وفاته بنحو شهر ونصف، سافر برفقة شقيقته ميادة إلى بيروت، حيث أجرى عملية جراحية دقيقة في مستشفى كليمنصو.
ورغم تحسن حالته لفترة وجيزة، إلا أنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة أودت بحياته في 14 أكتوبر 2025، لتفقد الساحة الفنية أحد أهم وجوهها الهادئة والمؤثرة.
برحيله، ترك عثمان الحناوي فراغًا كبيرًا في حياة شقيقته ميادة الحناوي التي وصفته بـ “السند ورفيق الدرب”، كما ترك أثرًا لا يُمحى في الذاكرة الموسيقية السورية.
يُذكره محبوه كإنسان راقٍ، وفنان متفانٍ في عمله، ومبدع آمن بالموسيقى كرسالة سامية تحمل الحب والجمال والصدق.
موضوعات متعلقة:
معلومات لا يعرفها الكثير عن لطفي لبيب بعد وفاته.. أبرزها رفض تكريم من السفارة الإسرائيلية
الظهور الأخير للفنان لطفي لبيب قبل وفاته بأيام قليلة
معلومات وأسرار عن طلعت زين في ذكرى وفاته.. مات بعد صراع مع السرطان وعاتب زملائه في أخر أيامه
ميادة الحناوي تنعى شقيقها ومدير أعمالها عثمان الحناوي بكلمات مؤثرة
1,304 مشاهده
1,155 مشاهده
725 مشاهده