معلومات لا يعرفها الكثير عن لطفي لبيب بعد وفاته.. أبرزها رفض تكريم من السفارة الإسرائيلية

بواسطه روضة إبراهيم الأربعاء , 30 يوليو 2025 ,2:55 م

 معلومات لا يعرفها الكثير عن لطفي لبيب بعد وفاته.. أبرزها رفض تكريم من


في لحظة مؤثرة، ودّع الوسط الفني الفنان القدير لطفي لبيب، الذي توفي عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض نُقل على إثره إلى العناية المركزة قبل يومين من وفاته. ترك الراحل إرثًا فنيًا وإنسانيًا عظيمًا، لم يكن مجرد ممثل متميز، بل شخصية وطنية لها مواقف مشرفة لا تُنسى، أبرزها رفضه تكريمًا رسميًا من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ما يعكس مدى عمق التزامه الأخلاقي والوطني تجاه القضية الفلسطينية.

نعاه عدد من نجوم الفن، وكان من أوائل من أعلن خبر الوفاة الفنان منير مكرم، وكيل نقابة المهن التمثيلية، الذي عبّر بكلمات مؤثرة قائلًا: "ويرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب".

 

معلومات لا يعرفها الكثير عن لطفي لبيب بعد وفاته

  • النشأة والبدايات:

وُلد لطفي لبيب في أسرة مسيحية متوسطة الحال، وسط أجواء مصرية أصيلة ذات طابع صعيدي محافظ. منذ صغره، نشأ على القيم والتقاليد المتجذرة في المجتمع المصري، وتأثر بجو الأسرة الهادئ والمحب للثقافة والعلم. بدأ شغفه بالفن مبكرًا، لكنه لم يتجه للتمثيل مباشرة بعد المدرسة الثانوية، بل اختار أولًا طريق الدراسة الأكاديمية.

حصل على ليسانس الآداب في الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم التحق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1970، ليبدأ رحلته الحقيقية مع الفن بعد صقل موهبته بالدراسة والخبرة الأكاديمية.

 

  • مقاتل في الجيش المصري:

بعد تخرجه، التحق لطفي لبيب بالخدمة العسكرية، وشارك في حرب أكتوبر 1973 ضمن صفوف القوات المسلحة. هذه التجربة تركت أثرًا عميقًا في شخصيته، وأثّرت بشكل مباشر في تكوينه الإنساني والفني.

وثق هذه التجربة في كتابه الشهير "الكتيبة 26"، بأسلوب يجمع بين السخرية والتوثيق، وجعل منها مصدر إلهام فني وإنساني.

وفي أحد اللقاءات مع الإعلامي عمرو الليثي، كشف الراحل موقفًا إنسانيًا مؤثرًا من الجيش، حيث قال: "محدش سألني أنت مسلم ولا مسيحي.. أدركوا إني مسيحي بعد سنين، لما سألوني ليه مبتصليش؟، قلت عندي عذر.. قالوا عذر إيه؟ قلت مسيحي".

بهذه العفوية، لخص لبيب روح الوحدة الوطنية التي شعر بها داخل المؤسسة العسكرية، بعيدًا عن أي تفرقة دينية.

 

 

  • رفض تكريم من السفارة الإسرائيلية: 

من أبرز المواقف التي تُخلد اسم لطفي لبيب، هو رفضه لتكريم رسمي من السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بعد أدائه البارز لدور السفير الإسرائيلي "ديفيد كوهين" في فيلم "السفارة في العمارة" مع عادل إمام.

رغم أن الدور جعله أكثر شهرة، إلا أن لبيب أعلن صراحة رفضه لهذا التكريم احترامًا للقضية الفلسطينية وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن تجسيده للدور لا يعني القبول بالتطبيع أو الود مع الكيان المحتل. هذا الموقف لم يكن سوى انعكاس لوعيه الوطني والتزامه بالمبادئ الأخلاقية.

 

  • إسهاماته الأدبية والمسرحية:

لم يقتصر عطاؤه على التمثيل، بل كتب عدة نصوص مسرحية وقدم أعمالًا ثقافية مميزة، من أبرزها كتاب "الكتيبة 26"، الذي حاول تحويله إلى عمل درامي، لكن حالته الصحية حالت دون ذلك.

كما شارك في عروض مسرحية عديدة داخل وخارج مصر، وكان دائمًا صوتًا فنيًا مميزًا يتحدث بعمق عن قضايا مجتمعه وتاريخه.

 

  • سنوات المرض والتقاعد الفني:

في السنوات الأخيرة، أعلن لطفي لبيب اعتزاله شبه الكامل للتمثيل بسبب إصابته بجلطة دماغية أثّرت على الجانب الأيسر من جسده. رغم ذلك، ظل حاضرًا بين جمهوره من خلال اللقاءات الإعلامية والمناسبات الفنية، حيث كان يُعبّر دائمًا عن امتنانه لحب الناس ووفائهم له.


رحل لطفي لبيب جسديًا، لكن إرثه سيظل باقيًا في قلوب محبيه، وفي ذاكرة الفن المصري والعربي. لم يكن مجرد ممثل، بل إنسان وطني ومثقف، امتلك مواقف مشرفة وعقلية متزنة، جعلته مثالًا يُحتذى به في المواقف الإنسانية والفنية.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك