تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب؟ دليلكِ لحمل آمن وصحي

بواسطه روضة إبراهيم الخميس , 7 أغسطس 2025 ,9:38 ص

تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب؟


تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب؟ الحمل هو إحدى الفترات الحساسة التي تمر بها المرأة، ويصبح الاهتمام بصحتها خلالها أولوية قصوى، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتناول الأدوية. في هذه المرحلة، لا يؤثر الدواء على الأم فقط، بل يصل تأثيره إلى الجنين أيضًا. ولهذا يُعد موضوع تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب من المواضيع الحيوية التي يجب أن تكون كل أم على دراية تامة بها. أعرفي التفاصيل من لهلوبة.

 

لماذا يعتبر تناول الأدوية خلال الحمل أمرًا حساسًا؟

يعود سبب التحذير من استخدام بعض الأدوية خلال الحمل إلى أن المشيمة – التي تربط الأم بالجنين – تسمح بمرور كثير من المركبات الكيميائية من دم الأم إلى الجنين. وهذا يعني أن بعض الأدوية قد تُحدث آثارًا خطيرة على تطور الجنين، خاصة في المراحل الأولى من الحمل حيث تتكون الأعضاء الأساسية.

وبالتالي، فإن فهم تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب ضرورة لا يمكن تجاهلها، حتى لو كانت الأدوية تبدو “بسيطة” مثل مسكنات الألم أو أدوية البرد.

 

أنواع الأدوية وتأثيرها أثناء الحمل

  •  الأدوية الآمنة نسبيًا:

بعض الأدوية تُعتبر آمنة في فترات معينة من الحمل، مثل:

الباراسيتامول (Panadol): مسكن للألم وخافض للحرارة يُعد آمنًا عند استخدامه بجرعات معتدلة.

مضادات الحموضة البسيطة: يمكن تناولها للتخفيف من حرقة المعدة، ولكن بعد استشارة الطبيب.

المكملات الغذائية مثل الحديد، والكالسيوم، وحمض الفوليك، والتي تُعتبر أساسية لصحة الأم والجنين.

رغم أن هذه الأدوية آمنة إلى حد كبير، إلا أن استشارة الطبيب تظل ضرورية، لتحديد الجرعة المناسبة وفترة الاستخدام، وهو ما يؤكد أهمية فهم تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب.

 

  •  الأدوية المحظورة أو عالية الخطورة:

هناك أدوية لا يُنصح باستخدامها إطلاقًا خلال الحمل لأنها قد تؤدي إلى:

تشوهات خلقية في الجنين

إجهاض أو ولادة مبكرة

تأثير سلبي على نمو الأعضاء الحيوية لدى الجنين

من أمثلتها:

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

الأسبرين في الثلث الأخير من الحمل

بعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين

أدوية حب الشباب مثل الإيزوتريتينوين (روأكيوتان)

هذه الأمثلة تبرز بوضوح خطورة تجاهل تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب، فبعض الأدوية التي قد تبدو عادية في الأوقات العادية، تتحول إلى خطر حقيقي خلال الحمل.

 

متى يجب استشارة الطبيب عند استخدام الأدوية أثناء الحمل؟

تُطرح هذه النقطة كثيرًا: هل أحتاج إلى استشارة الطبيب حتى في أبسط الحالات؟ والإجابة هي: نعم، دائمًا.

استشيري الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • قبل تناول أي دواء حتى لو كان “من دون وصفة”.
  • عند ظهور أعراض صحية مثل الصداع المستمر، الحمى، أو التهابات.
  • إذا كنتِ مضطرة للاستمرار في علاج مزمن مثل السكري أو الضغط.
  • عند الرغبة في تناول أعشاب أو مكملات غير تقليدية.
  • في حال تناول دواء بطريق الخطأ أو بجرعة زائدة.

الاستشارة الطبية تُجنّبك الكثير من المخاطر، وتمنحكِ خطة علاج آمنة لكِ ولجنينكِ، مما يُبرز أهمية متابعة تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب في كل مراحل الحمل.

 

أهمية المرحلة العمرية للحمل في تحديد نوع الأدوية المسموحة

  •  الثلث الأول (من الأسبوع 1 إلى 12):

تعتبر هذه المرحلة الأكثر خطورة من حيث تأثير الأدوية على الجنين، لأنه يتم فيها تكوين الأعضاء. ويُنصح بتفادي تناول أي دواء غير ضروري تمامًا.

 

  •  الثلث الثاني (من الأسبوع 13 إلى 26):

يصبح خطر التشوهات أقل، لكن تبقى هناك محاذير تتعلق بنمو الجنين وتطوره العقلي والبدني.

 

  •  الثلث الثالث (من الأسبوع 27 إلى الولادة):

قد تؤثر بعض الأدوية على وزن الجنين أو تؤدي إلى الولادة المبكرة أو مشاكل في التنفس بعد الولادة.

كل مرحلة لها اعتبارات طبية مختلفة، لذا لا يُنصح بتناول أي دواء دون التأكد من مدى ملاءمته لتلك المرحلة، ما يجعل من الضروري فهم تأثير الأدوية أثناء الحمل ومتى يجب استشارة الطبيب بدقة.

 

هل يمكن علاج الأمراض المزمنة أثناء الحمل؟

نعم، لكن بشروط. إذا كنتِ تعانين من أمراض مثل:

  • الضغط المرتفع
  • السكري
  • الربو
  • أمراض القلب أو الكلى

يجب المتابعة الدقيقة مع طبيب مختص في أمراض النساء والحمل، لتعديل الأدوية بما يتناسب مع الحمل. بعض الأدوية تُستبدل بنسخ أكثر أمانًا، وبعضها يحتاج لتعديل الجرعة فقط.

 

أدوية الأعشاب والمكملات: ليست دائمًا آمنة!

كثير من الحوامل يعتقدن أن الأعشاب طبيعية وبالتالي آمنة، لكن هذا غير صحيح تمامًا. بعض الأعشاب مثل القرفة، الزعتر البري، أو المريمية قد تسبب تقلصات أو تحفيز للرحم.

أيضًا، المكملات مثل أوميغا 3 أو فيتامين D يجب أن تكون تحت إشراف طبي لتحديد الجرعة المناسبة.


ختامًا، الحمل ليس الوقت المناسب للتجارب أو الاجتهادات. حتى الدواء البسيط قد يحمل تأثيرات غير متوقعة على الجنين. لذلك، لا تهملي مراجعة طبيبك عند الحاجة لأي دواء أو مكمل. الحفاظ على سلامتك وسلامة جنينك يبدأ من اتخاذ قرارات واعية ومدروسة.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك