أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع

أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع. تُعد مرحلة الطفولة المبكرة من أدق المراحل التي يمرّ بها الإنسان، حيث يتطور فيها الدماغ والجسم بشكل سريع للغاية. ومن بين الأنشطة المهمة التي ينصح بها أطباء الأطفال حول العالم هو وقت الطفل على بطنه أو ما يُعرف بـ Tummy Time.

وفي هذا المقال من لهلوبة، سنوضح أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع، وكيف يمكن للأم تطبيقه بأمان، وفوائده الكبيرة التي تمتد إلى سنوات النمو الأولى.

ما هو الوقت على البطن (Tummy Time)؟

قبل التعمّق في أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع، علينا فهم هذا النشاط.

الوقت على البطن ببساطة هو وضع الطفل مستلقيًا على بطنه خلال ساعات اليقظة فقط، وتحت إشراف مباشر من الأم أو الأب.

هذا الوضع يساعد الطفل على استخدام عضلات رقبته وظهره وذراعيه، مما يساهم بشكل فعّال في تطوير مهاراته الحركية.

لماذا يعد الوقت على البطن مهمًا جدًا للطفل؟

تنبع أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع من كونه من أول الأنشطة التي تدرب جسم الطفل على الحركة.
فالطفل يولد بعضلات ضعيفة وغير قادرة على دعم رأسه أو السيطرة على حركة أطرافه، لذلك يحتاج إلى نشاط يساعده على تقوية عضلاته تدريجيًا.

من أبرز أسباب أهمية هذا النشاط:

يمنع حدوث تسطح الرأس الناتج عن النوم الطويل على الظهر.

يساعد على تقوية عضلات الرقبة والكتفين.

يطوّر توازن الطفل وتحكمه بجسمه.

يمهّد لمرحلة الزحف والجلوس والوقوف لاحقًا.

دور الوقت على البطن في تقوية عضلات الطفل

عندما يستلقي الطفل على بطنه، فإنه يُجبر على رفع رأسه ومراقبة المحيط من حوله.
هذه الحركة البسيطة تعمل على تدريب عضلات:

الرقبة

الكتفين

الظهر

الذراعين

وتوضّح الدراسات الطبية أن أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع تكمن في أنه أول تمرين حركي في حياة الطفل، وبدونه قد يتأخر في مراحل النمو الطبيعية مثل الجلوس أو الزحف.

الوقت على البطن وتطوير مهارات الزحف

يُعد الزحف خطوة محورية في تطور طفلك، فهو يساعد على تحسين التوازن والتنسيق بين اليد والعين.
ومن المعروف أن الأطفال الذين يقومون بشكل يومي بوقت البطن يبدأون في الزحف مبكرًا مقارنة بغيرهم.

وهذا يوضح أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع، لأنه يشجع الطفل على رفع جسمه والاعتماد على الذراعين، وهي أساس حركة الزحف.

الوقت على البطن ودوره في تحسين التوازن

التوازن من أهم المهارات التي يحتاجها الطفل قبل الجلوس والمشي.
عندما يوضع الطفل على بطنه، يحاول الحفاظ على رأسه مستقيمًا والنظر حوله، وهذا ينشّط مركز التوازن في الدماغ.

ولا يمكن إغفال أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع، لأن هذا النشاط يعزز قدرته على تثبيت جسمه ومنع السقوط مع تقدم عمره.

ما العمر المناسب لبدء وقت البطن؟

يبدأ وقت البطن منذ الأيام الأولى بعد الولادة، ولكن بشكل لطيف جدًا، لا يتجاوز دقيقة أو دقيقتين في كل مرة.
ومع نمو الطفل، يمكن زيادة الوقت تدريجيًا.

الجدول المثالي:

من الولادة حتى شهر: 2–3 دقائق × 3 مرات يوميًا

من شهر إلى 3 أشهر: 10 دقائق يوميًا

من 3 إلى 6 أشهر: 20–30 دقيقة يوميًا

بعد 6 أشهر: يمكن زيادته حسب قدرة الطفل ورغبته

هذا الجدول يعزز أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع بطريقة مدروسة وآمنة.

كيف يمكن تشجيع الطفل على الاستمتاع بوقت البطن؟

بعض الأطفال يشعرون بعدم الراحة عند وضعهم على بطونهم، لكن هناك طرق بسيطة تشجعهم:

استخدام ألعاب ملونة أمام الطفل.

الاستلقاء بجانبه للتفاعل معه.

وضعه على صدرك بدل الأرض كخطوة أولى.

استخدام بطانية مريحة أو سطح آمن.

كلما شعر الطفل بالأمان سيستمتع بالوقت، مما يعزز أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع.

أخطاء يجب تجنبها أثناء وقت البطن

رغم الفوائد الكبيرة، يجب الانتباه إلى بعض الأخطاء:

عدم ترك الطفل دون مراقبة.

تجنب وضع الطفل على بطنه بعد الأكل مباشرة.

عدم إجبار الطفل إذا كان يبكي بشدة.

استخدام أسطح غير ثابتة.

تجنّب هذه الأخطاء يجعل الاستفادة من أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع أكثر أمانًا وفعالية.

علامات تدل على أن وقت البطن يؤتي ثماره

يمكن ملاحظة تطورات ملحوظة مع مرور الوقت:

رفع الرأس بثبات.

تحريك اليدين للدفع.

محاولة التدحرج أو الزحف.

زيادة فضول الطفل للمحيط.

هذه العلامات تؤكد أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع، وأن الطفل يسير في الاتجاه الصحيح.

الخلاصة

إن أهمية الوقت على البطن لتحفيز نمو المهارات الحركية للطفل الرضيع لا يمكن تجاهلها، فهو نشاط بسيط لكنه يحمل تأثيرًا كبيرًا على تطور الطفل الجسدي والمعرفي.
ومن خلال الالتزام به يوميًا وبشكل تدريجي، سيبدأ الطفل في تقوية عضلاته، وتحسين توازنه، والاستعداد للخطوات الكبرى مثل الزحف والجلوس والوقوف.

وقت البطن هو حجر الأساس لنمو صحي وسليم… وكل دقيقة تُمنح لطفلك اليوم ستنعكس على تطوره غدًا.