مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة

بواسطه روضة إبراهيم الاحد , 19 أكتوبر 2025 ,6:28 ص

مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة


مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة. مرحلة ما بعد الولادة تُعد من أهم المراحل في حياة المرأة، فهي فترة تتطلب عناية خاصة بالجسم والنفس بعد رحلة الحمل والولادة الشاقة. ورغم أن معظم النساء يتعافين بشكل طبيعي خلال الأسابيع التالية للولادة، إلا أن هناك مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة قد تظهر نتيجة التغيرات الهرمونية، أو بسبب تأثير الولادة نفسها سواء كانت طبيعية أو قيصرية.

هذه المضاعفات قد تكون جسدية أو نفسية، وتحتاج إلى متابعة دقيقة لتجنب أي تطور قد يؤثر على صحة الأم أو قدرتها على رعاية المولود الجديد. في هذا المقال من لهلوبة، سنستعرض أبرز المضاعفات الشائعة بعد الولادة، مع توضيح أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها، لضمان تعافٍ آمن وسريع.

 

مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة

 النزيف المفرط بعد الولادة (نزيف ما بعد الولادة):

يُعتبر النزيف أحد أكثر مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة خطورة، ويحدث عندما يستمر فقدان الدم بكميات كبيرة بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية.
قد يكون السبب ضعف انقباض الرحم، أو بقاء أجزاء من المشيمة داخل الرحم، أو تمزق في قناة الولادة.

الأعراض تشمل:

نزول كميات كبيرة من الدم بعد الولادة.

دوخة أو تسارع في ضربات القلب.

شحوب الجلد أو الإغماء.

طرق التعامل:

الراحة التامة والمتابعة الطبية الفورية.

إعطاء أدوية تساعد على انقباض الرحم مثل "الأوكسيتوسين".

في الحالات الشديدة قد تتطلب نقل دم أو تدخل جراحي.

الوقاية تكون من خلال متابعة الطبيب بعد الولادة والتأكد من انقباض الرحم بشكل طبيعي.

 

  • التهابات الرحم أو المهبل:

من أكثر مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة انتشارًا هي الالتهابات الناتجة عن العدوى البكتيرية، خاصة بعد الولادة القيصرية أو في حال عدم تنظيف الجرح جيدًا.

الأعراض:

ارتفاع في درجة الحرارة.

آلام شديدة في البطن أو أسفل الظهر.

إفرازات مهبلية غير طبيعية برائحة كريهة.

شعور بالتعب العام وفقدان الشهية.

طرق العلاج:

تناول مضادات حيوية يصفها الطبيب.

العناية الجيدة بنظافة الجرح والمنطقة الحساسة.

تغيير الفوط الصحية بانتظام وتجنب استخدام الغسول المهبلي القوي.

الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة أمر ضروري لتفادي العدوى.

 

  • ألم وتورم الثديين (احتقان الثدي):

احتقان الثديين من مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة، ويحدث عندما يمتلئ الثدي بالحليب بشكل مفرط أو في حال عدم انتظام الرضاعة.

الأعراض:

ثقل وألم في الثديين.

ارتفاع طفيف في الحرارة.

احمرار أو تورم في أحد الثديين.

طرق التعامل:

الرضاعة الطبيعية بشكل منتظم كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

وضع كمادات دافئة قبل الرضاعة وكمادات باردة بعدها لتخفيف الألم.

في حال وجود التهابات شديدة، يجب مراجعة الطبيب لتجنب خراج الثدي.

الرضاعة المبكرة والمستمرة تساعد في منع هذه المشكلة وتخفيف الضغط عن القنوات اللبنية.

 

  •  اكتئاب ما بعد الولادة:

من أخطر مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة على الإطلاق هو الاكتئاب النفسي الذي تعاني منه نسبة كبيرة من الأمهات بعد الولادة.
يحدث بسبب التغيرات الهرمونية المفاجئة، وقلة النوم، وضغوط التكيف مع مسؤوليات الأمومة الجديدة.

الأعراض:

شعور دائم بالحزن أو القلق أو الانعزال.

فقدان الاهتمام بالأشياء الممتعة.

اضطرابات في الشهية أو النوم.

شعور بالذنب أو بعدم الكفاءة كأم.

طرق العلاج:

التحدث مع الطبيب أو الأخصائي النفسي.

الدعم الأسري والعاطفي من الزوج والعائلة.

ممارسة التمارين الخفيفة والخروج إلى الهواء الطلق.

التعامل السريع مع هذه الحالة يمنع تطورها إلى اكتئاب حاد ويضمن استقرار الحالة النفسية للأم.

 

  •  مشاكل الجهاز البولي:

تُعد صعوبة التبول أو تسرب البول من مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة، خاصة بعد الولادات الطبيعية.
قد تنتج عن ضعف عضلات الحوض أو إصابة الأعصاب أثناء الولادة.

الأعراض:

تسرب البول عند العطس أو الضحك.

الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل.

حرقة أو ألم أثناء التبول.

طرق الوقاية والعلاج:

ممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض.

شرب كميات كافية من الماء.

تجنب حبس البول لفترات طويلة.

في حال استمرار الأعراض، يُنصح باستشارة الطبيب المختص لتجنب حدوث التهابات بولية.

 

  •  آلام الظهر والمفاصل:

من أكثر مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة شيوعًا بين الأمهات هي آلام الظهر الناتجة عن الحمل، أو الجهد الزائد أثناء الولادة، أو الرضاعة بوضعيات غير صحيحة.

طرق التخفيف:

الجلوس بطريقة صحيحة أثناء الرضاعة.

ممارسة تمارين التمدد الخفيفة بعد استشارة الطبيب.

استخدام وسادة دعم للظهر أثناء الجلوس.

الحصول على جلسات تدليك خفيفة لتحسين الدورة الدموية.

آلام الظهر عادة مؤقتة، ولكن إهمالها قد يؤدي إلى مشاكل مزمنة.

 

  •  الإمساك والبواسير:

الإمساك من مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة، خاصة بعد الولادة القيصرية أو عند تناول أدوية تحتوي على الحديد.

الأعراض:

صعوبة في التبرز.

ألم أو نزيف خفيف أثناء الإخراج.

ظهور بواسير مؤلمة في بعض الحالات.

طرق الوقاية:

تناول أطعمة غنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه.

شرب كميات وفيرة من الماء.

ممارسة المشي الخفيف لتحفيز حركة الأمعاء.

استخدام ملينات طبيعية بعد استشارة الطبيب قد يكون ضروريًا لتجنب تفاقم المشكلة.

 

  •  فقر الدم بعد الولادة:

يحدث فقر الدم نتيجة فقدان الدم أثناء الولادة أو سوء التغذية، وهو من مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة التي تسبب التعب المستمر.
الأعراض:

شحوب البشرة.

دوخة وإرهاق.

تسارع ضربات القلب.

العلاج:

تناول مكملات الحديد والفيتامينات تحت إشراف الطبيب.

تناول أطعمة غنية بالحديد مثل الكبدة والسبانخ والعدس.

الاهتمام بالتغذية الجيدة بعد الولادة يساعد على تعويض الدم المفقود واستعادة النشاط.

 

  •  اضطرابات النوم والإجهاد العام:

قلة النوم والإرهاق من أبرز مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة نتيجة الرضاعة المتكررة والعناية بالمولود.
للتخفيف من هذه المشكلة:

حاولي النوم عندما ينام الطفل.

استعيني بمساعدة الزوج أو أحد أفراد العائلة.

تناولي وجبات خفيفة ومتوازنة للحفاظ على الطاقة.

النوم الجيد ضروري لصحتك النفسية والجسدية وقدرتك على رعاية طفلك.

 

ختامًا، من الطبيعي أن تمر الأم ببعض التحديات الصحية بعد الولادة، لكن الوعي والمعرفة بـ مضاعفات شائعة في مرحلة ما بعد الولادة يساعدان في التعامل معها بسرعة وفعالية.

احرصي على متابعة الطبيب بانتظام خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، ومراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل الحمى، النزيف، أو التعب الشديد. تذكّري أن العناية بنفسك لا تقل أهمية عن العناية بطفلك، فالأم القوية والمتعافية قادرة على منح الحب والرعاية كما يجب.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك