كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بطريقة تربوية صحيحة

بواسطه روضة إبراهيم الأربعاء , 8 أكتوبر 2025 ,8:26 ص

كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بطريقة تربوية صحيح


كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بطريقة تربوية صحيحة. يُعد عمر السنتين من أكثر المراحل تحدّيًا للأهل، إذ يبدأ الطفل في التعبير عن رغباته ومشاعره بطرق مختلفة، أبرزها نوبات الغضب.

ورغم أنها سلوك طبيعي في هذا العمر، إلا أن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يعرفون كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بطريقة هادئة وتربوية تساعده على التطور النفسي السليم.

في هذا المقال من لهلوبة، سنقدّم لك دليلًا شاملًا حول كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين، مع نصائح عملية فعالة تساعدك على احتواء الموقف دون صراخ أو عقاب.

 

ما هي نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين؟

قبل أن نناقش كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين، من المهم فهم طبيعة هذه النوبات.

نوبات الغضب هي انفجارات مؤقتة من البكاء أو الصراخ أو رمي الأشياء يقوم بها الطفل عندما لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو تحقيق ما يريد.

يحدث ذلك لأن قدراته اللغوية والعاطفية لا تزال في طور النمو، فيجد في الغضب وسيلة للتعبير عن الإحباط أو الجوع أو التعب.

 نقطة مهمة: نوبات الغضب ليست علامة على سوء التربية، بل جزء طبيعي من نمو الطفل واكتسابه مهارات التحكم بالنفس.

 

لماذا تحدث نوبات الغضب في عمر السنتين؟

لفهم كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين، عليكِ معرفة الأسباب الكامنة وراءها.

في هذا العمر، يبدأ الطفل في اكتشاف ذاته واستقلاليته، ويرغب في اتخاذ قرارات بنفسه، مثل اختيار الملابس أو الطعام، لكن قدراته لا تسمح دائمًا بذلك.
فيشعر بالإحباط، ويعبّر عن رفضه بالبكاء أو الصراخ.

من أبرز الأسباب:

  • الرغبة في الاستقلال: يريد أن يفعل كل شيء بنفسه.
  • ضعف القدرة على التعبير بالكلمات.
  • الإرهاق أو الجوع.
  • الرغبة في لفت الانتباه.
  • الغيرة أو الشعور بالإهمال.

 تذكري: كل هذه الأسباب طبيعية، والمفتاح هو الصبر وفهم الرسالة وراء الغضب بدلًا من معاقبته.

 

كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بهدوء

الآن نصل إلى الجزء الأهم: كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين بطريقة صحيحة.

فيما يلي خطوات عملية مجرّبة تساعدك على تهدئة طفلك دون اللجوء إلى الصراخ أو التهديد.

  •  ابقي هادئة مهما حدث:

أول وأهم قاعدة في كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين هي أن تبقي هادئة.

الغضب يولّد الغضب، وإذا فقدتِ السيطرة على نفسك، سيزداد الطفل انفعالًا.

خذي نفسًا عميقًا، وذكّري نفسك أن طفلك لا يتعمد الإساءة، بل يعبر بطريقته المحدودة.

 نصيحة: إذا شعرتِ بالتوتر، ابتعدي لحظة قصيرة، ثم عودي لتتعاملين معه بهدوء.

 

  • لا تستخدمي العنف أو الصراخ:

من أخطر الأخطاء عند التعامل مع نوبات الغضب استخدام الضرب أو التوبيخ، لأن ذلك يجعل الطفل أكثر خوفًا وتمردًا.

بدلًا من ذلك، كوني ثابتة ولكن حنونة في رد فعلك.

أخبريه أنكِ تتفهمين غضبه، ولكن لا يمكن الحصول على كل شيء بالبكاء.

 تذكري: في كل مرة تتعاملين معه بعنف، يتعلّم أن الصراخ هو وسيلة للتواصل، وهذا يفاقم المشكلة.

 

  •  حاولي فهم سبب الغضب:

من أسرار كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين أن تبحثي عن السبب الحقيقي وراء الموقف.

هل هو جائع؟ متعب؟ يشعر بالإحباط لأنه لم يُسمع؟

عندما تعرفين السبب، يمكنكِ معالجته بسهولة.

مثلًا، إذا كان يبكي لأنه لا يريد ارتداء الحذاء، أعطيه خيارين مختلفين ليشعر بالسيطرة:

"هل تريد الحذاء الأزرق أم الأحمر؟"

بهذا يشعر أنه اتخذ القرار بنفسه وينخفض توتره.

 

  • استخدمي أسلوب الإلهاء الذكي:

طريقة فعالة ضمن كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين هي تشتيت انتباهه.

بما أن ذاكرته قصيرة في هذا العمر، يمكنك تحويل تركيزه بسهولة إلى نشاط آخر.

مثلًا، إذا كان يبكي لعدم حصوله على لعبة، قولي له:

"هل تريد أن نرسم معًا؟"
أو

"انظر، هناك عصفور على النافذة!"

بهذه الطريقة يتحول تركيزه تدريجيًا وينسى سبب الغضب.

 

  • احتضنيه بدلًا من معاقبته:

الاحتضان من أقوى الأدوات في كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين.

الطفل لا يحتاج دائمًا إلى كلمات، بل إلى شعور بالأمان.

احتضنيه بلطف عندما يهدأ قليلًا، وقولي له:

"أنا أعرف أنك كنت غاضبًا، وأنا هنا بجانبك."

هذا يعلمه أن مشاعره مقبولة، وأنكِ تفهمينه دون خوف أو رفض.

 

  •  ضعي حدودًا واضحة ولكن بحب:

من الخطأ الاعتقاد أن التساهل الزائد يمنع نوبات الغضب.

في الواقع، الأطفال بحاجة إلى حدود واضحة ليشعروا بالأمان.

عند تطبيق الحدود، اجعليها بسيطة وثابتة.

مثلًا:

"يمكنك اللعب، لكن لا نرمي الألعاب."

بهذا يتعلم الطفل أن الحرية لها حدود، دون الشعور بالقمع أو العقاب.

التوازن هو المفتاح في كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بعمر السنتين — لا إفراط في اللين ولا في الشدة.

 

نصائح إضافية لتقليل نوبات الغضب مستقبلًا

لمنع تكرار النوبات أو تقليل شدتها، اتبعي هذه الإرشادات العملية:

  • راقبي مؤشرات التعب أو الجوع قبل أن تتطور إلى نوبة غضب.
  • التزمي بروتين يومي منتظم للنوم والطعام.
  • امنحيه خيارات محدودة ليشعر بالسيطرة.
  • مدحيه عندما يتصرّف بهدوء لتشجيع السلوك الإيجابي.
  • اقرئي له قصصًا عن المشاعر لتساعديه على التعبير بالكلمات بدل البكاء.

 تذكري: الهدف ليس منع الغضب تمامًا، بل مساعدة الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحيّة.

 

متى يجب استشارة مختص؟

إذا كانت نوبات الغضب مبالغًا فيها أو متكررة جدًا، وتؤثر على حياته اليومية أو نومه، فقد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للأطفال.
علامات تستدعي الانتباه:

  • نوبات غضب تدوم أكثر من 30 دقيقة.
  • استخدام العنف ضد نفسه أو الآخرين.
  • تأخر واضح في الكلام أو التواصل.

 التدخل المبكر يساعد على دعم نموه العاطفي والنفسي بطريقة صحيحة.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك