بواسطه روضة إبراهيم الخميس , 6 نوفمبر 2025 ,8:55 ص
كيفية التعامل مع الطفل العدواني. يُعد سلوك العدوانية عند الأطفال من أكثر التحديات التي تواجه الآباء والمربين في مختلف مراحل الطفولة. فبعض الأطفال يُظهرون سلوكًا عدوانيًا مثل الضرب أو الصراخ أو تدمير الأشياء عند الشعور بالغضب أو الإحباط. وهنا يبرز السؤال الأهم: ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العدواني؟
في هذا المقال من لهلوبة، سنستعرض كيفية التعامل مع الطفل العدواني بطريقة تربوية فعالة تساعده على التحكم في انفعالاته وتنمية سلوك إيجابي متزن.
ما المقصود بالعدوانية عند الأطفال؟
العدوانية ليست سلوكًا شريرًا بالضرورة، بل هي في الغالب رد فعل على مشاعر داخلية لا يستطيع الطفل التعبير عنها بالكلمات. قد يشعر الطفل بالغيرة، أو الغضب، أو الخوف، أو حتى عدم الأمان، فيلجأ للتعبير عن تلك المشاعر بشكل عدواني تجاه الآخرين أو الأشياء.
ويختلف السلوك العدواني من طفل لآخر؛ فهناك من يعبّر عن غضبه بالصراخ، وهناك من يستخدم العنف الجسدي كالضرب أو الدفع، بينما قد يلجأ البعض إلى العدوان اللفظي أو التهديد.
قبل معرفة كيفية التعامل مع الطفل العدواني، يجب أولًا فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، فالفهم هو الخطوة الأولى نحو العلاج. ومن أبرز هذه الأسباب:
الطفل الذي يعيش في بيئة يسودها الصراخ أو الخلافات الزوجية المتكررة، غالبًا ما يقلّد ما يراه من سلوك عدواني.
عندما يشعر الطفل بعدم الاهتمام أو التجاهل، يحاول لفت الانتباه من خلال السلوك العدواني.
الغيرة سبب شائع وراء التصرفات العدوانية، خاصة عند قدوم مولود جديد أو عند مقارنة الطفل بغيره.
الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعبير بالكلام قد يلجأون إلى العدوان كطريقة للتعبير عن مشاعرهم.
مشاهدة مشاهد عنف في التلفاز أو الألعاب الإلكترونية قد تجعل العدوان سلوكًا مألوفًا لدى الطفل.
تتطلب كيفية التعامل مع الطفل العدواني الصبر والفهم والتوازن بين الحزم والحنان. فيما يلي أهم الخطوات والأساليب التي يمكن اتباعها:
عندما يُظهر الطفل سلوكًا عدوانيًا، فإن رد الفعل الهادئ من الوالدين هو المفتاح الأول للتعامل الصحيح. الصراخ أو العقاب القاسي يزيد من حدة العدوانية. بدلاً من ذلك، على الأهل التحدث بنبرة ثابتة وواضحة توصل الرسالة دون انفعال.
ساعد طفلك على فهم مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية. يمكن استخدام جمل مثل:
“أنا غاضب لأنك أخذت لعبي دون إذني” بدلًا من الضرب أو الصراخ.
فهذه الطريقة تزرع في الطفل مهارة التواصل اللفظي بدلاً من السلوك العدواني.
من أساسيات كيفية التعامل مع الطفل العدواني وضع قواعد محددة للسلوك المقبول وغير المقبول. على سبيل المثال:
“لا نضرب أحدًا مهما كان السبب”، ويجب الالتزام بتطبيق هذه القواعد دائمًا حتى يفهم الطفل حدود تصرفاته.
المكافأة والسلوك الإيجابي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. عندما يتصرّف الطفل بطريقة هادئة أو يتحكم في غضبه، يجب مكافأته بالكلمات أو الأفعال (كمدح أو حضن أو وقت لعب إضافي). هذه الطريقة تشجعه على تكرار السلوك الجيد.
من المهم تدريب الطفل على التفكير قبل الفعل. يمكن للوالدين طرح أسئلة مثل:
“ما الذي يمكنك فعله بدل الضرب عندما تغضب؟”
هذه الجمل البسيطة تساعد الطفل على إدراك أن هناك حلولًا أخرى غير العدوان.
العقاب الجسدي لا يُعلّم الطفل الانضباط بل يُشعره بالخوف أو الإهانة، ما يزيد العدوانية داخله. يجب التركيز على التصحيح والتعليم بدلاً من العقاب.
الأطفال يتعلمون بالملاحظة، لذا من الضروري أن يرى الطفل والديه يتعاملان مع المواقف بهدوء دون صراخ أو عنف. السلوك الهادئ من الوالدين يُغرس في الطفل بشكل طبيعي.
قد يُظهر بعض الأطفال سلوكًا عدوانيًا داخل المدرسة أكثر من المنزل، بسبب الضغط الدراسي أو المشكلات مع الزملاء. وهنا يأتي دور المعلم في معرفة كيفية التعامل مع الطفل العدواني داخل الصف بطريقة تربوية فعالة:
متى تحتاج إلى استشارة مختص؟
رغم أن أغلب حالات العدوانية عند الأطفال يمكن التعامل معها تربويًا في المنزل أو المدرسة، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب تدخلاً من أخصائي نفسي أو سلوكي، خاصة إذا:
نصائح عامة للآباء حول كيفية التعامل مع الطفل العدواني