بواسطه لهلوبة الأربعاء , 30 يوليو 2025 ,2:55 م
في صباح يوم الأربعاء 30 يوليو، غيّب الموت الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا غنيًا بالأعمال والمواقف التي لطالما جسّدت أخلاقه العالية ومبادئه الراسخة. لم يكن لطفي لبيب مجرد فنان قدّم أدوارًا ناجحة، بل كان صاحب ضمير حيّ ونظرة إنسانية عميقة انعكست في قراراته المهنية، ومنها موقف لا يُنسى رفض فيه أداء دور معين حفاظًا على مشاعر الجمهور وتقديرًا لحساسية الموقف الديني.
في أحد لقاءاته التلفزيونية، كشف الفنان الراحل عن موقف اتخذه بعد تفكير طويل واستخارة، حين طُلب منه تجسيد دور شيخ فاسد في عمل سينمائي. ورغم أن الدور كان مغريًا ومثيرًا للجدل، إلا أنه فضّل الانسحاب، مؤكدًا: "استخرت ربنا... ورفضت الدور"
هذا القرار النابع من احترام الجمهور، والحرص على عدم إثارة حساسيات دينية، يعكس شخصية فنية وإنسانية نادرة. فهو لم ينظر إلى الدور من زاوية فنية فقط، بل راعى أيضًا أبعادًا اجتماعية ودينية وثقافية أعمق، تعكس وعيه بمكانته وتأثيره في المجتمع.
صراع مع المرض ورحيل مؤلم
في أيامه الأخيرة، عاش لطفي لبيب رحلة صحية صعبة، بدأت بأزمة حادة تمثلت في نزيف شديد في الرئة، ما استدعى نقله إلى المستشفى ووضعه تحت العناية المركزة، حيث تم منع الزيارة عنه بشكل تام، باستثناء أوقات محددة سُمح فيها لأفراد عائلته برؤيته، خاصةً أنه كان فاقدًا للوعي معظم الوقت.
ورغم مؤشرات بسيطة على تحسن حالته وخروجه من المستشفى لفترة قصيرة، عادت حالته للتدهور بشكل سريع، بعدما أصيب بنزيف حاد في الحنجرة تسبب في التهاب رئوي حاد، ليُعاد نقله مرة أخرى إلى العناية المركزة في حالة حرجة جدًا. وفي صباح الأربعاء، أُعلن خبر وفاته، ليسدل الستار على مسيرة فنية وإنسانية قلّما تتكرر.
وقد شارك لطفي لبيب خلال مشواره الطويل في أكثر من 400 عمل فني، تنقل خلالها بين السينما، المسرح، والدراما التلفزيونية، وتميز بأدواره الكوميدية العفوية التي أحبها الجمهور، إلى جانب حضوره الهادئ والرصين في الأدوار الجادة.
ترك بصمة خاصة في كل شخصية جسّدها، ونجح في أن يكون جزءًا لا يُنسى من ذاكرة الفن المصري والعربي، ليس فقط بموهبته، بل بشخصيته الراقية وأخلاقه التي كانت حديث زملائه وجمهوره على حد سواء.
1,295 مشاهده