لماذا يعتبر فيروس كورونا "Covid-19" أشد خطورة على كبار السن؟

بواسطه هند جمال الخميس , 31 ديسمبر 2020 ,1:06 م

لماذا يعتبر فيروس كورونا "Covid-19" أشد خطورة على كبار السن؟


لماذا يعتبر فيروس كورونا "Covid-19" أشد خطورة على كبار السن؟، سؤال بات ملحًا، حيث يتعرض كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لخطر أكبر باحتمالية الإصابة بفيروس كورونا، حتى قبل وصول الموجة الثانية من الوباء، وتشير البيانات المبكرة من الصين "حيث بدأ تفشي المرض" إلى أن كبار السن هم الأكثر عرضة لأسوأ آثار هذا المرض.

وقد اظهرت هذه البيانات، إلى جانب الأبحاث الناشئة من إيطاليا - ثاني أكثر الدول تضرراً في العالم - مدى خطورة Covid-19 على كبار السن، والآخرين الذين يعانون من أمراض القلب والرئة والحالات المناعية.

ففي إيطاليا، البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من السكان كبار السن في العالم، فقد وجد تحليل أجراه معهد الصحة الوطني في 4 مارس أن متوسط ​​عمر المرضى من بين 105 مريضًا توفوا بسبب الفيروس، كان متوسط العمر لديهم 81 عامًا، مما يحدث فجوة تقدر بـ 20 عامًا بين الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس والمتوفى منهم، وقال طبيب من وحدة العناية المركزة في لومباردي - مركز تفشي المرض في إيطاليا - لوكالة JAMA أن الفيروس لم يقتل سوى شخصين تحت سن الخمسين.

وهذه النتيجة التي توصل إليها مركز السيطرة على الأمراض في الصين تتفق مع بعض البيانات الأخرى حول مخاطر أمراض الجهاز التنفسي الجديدة، وفي تقرير تم إعداده أواخر شهر فبراير الماضي، حيث قام الباحثون بالتحري عن أول 72314 مريضًا يعانون من Covid-19 المؤكد أو المشتبه فيه واكتشفوا اختلافًا كبيرًا في معدل إماتة الحالة حسب الفئة العمرية، باختصار، يبدو أن المرض أكثر فتكًا لدى الأشخاص ذوي الأعمار الكبيرة.


كورونا

ومن الجدير بالذكر أيضًا، إمكانية انخفاض ​​عدد خلايا الدم البيضاء لدى كبار السن والتي تساعد في القضاء على العدوى، وتصبح الخلايا أيضًا أقل مهارة في تحديد مسببات الأمراض الجديدة التي تواجه الجسم، وفي حالة Covid-19 يمكن للفيروس أيضًا تدمير الخلايا المناعية التي قد تتغلب عليه، مما يؤدي إلى إحداث المزيد من الضرر.

وقال شون لينج، طبيب أمراض الشيخوخة واستاذ الطب بجامعة جونز هوبكنز: "إن وظيفة المناعة لدى كبار السن ليست قوية كما هي لدى الشباب"، وقد أظهرت الدراسات على مر السنين، أنه في معظم الناس تكون وظائفهم المناعية جيدة جدًا في الستينيات، أو حتى في السبعينيات، ثم تنخفض الوظائف المناعية بسرعة بعد سن 75 أو 80.

عندما تبدأ الاستجابة للعدوى، يواجه جهاز المناعة لدى كبار السن فرصة أكبر لرد فعل زائد وخطير يعرف باسم عاصفة السيتوكين، والسيتوكينات هي بروتينات تعمل كإشارات للجسم لتكثيف آليته لمكافحة العدوى.

ولكن خلال العاصفة، يتم إنتاج هذه السيتوكينات بشكل مفرط، مما يسبب التهابًا حادًا وحمى شديدة وفشلًا في الأعضاء، بعبارة أخرى ليست مجرد استجابة بطيئة للعدوى التي يمكن أن تضر كبار السن، وقال لينج إن رد فعل الجهاز المناعي المفرط على المرض يمكن أن يؤدي إلى الوفاة أيضًا.

ولعل السبب الرئيسي لوفاة حاملي ذلك الفيروس، فشل الجهاز التنفسي، ثم عاصفة السيتوكين أو رد فعل الجهاز المناعي المفرط، أما الخبر السار كما كتب طبيبان في جامعة ألاباما برمنغهام لـ Vox، هو أن لدينا علاجات لمتلازمة العاصفة السيتوكينية، والتي يمكن أن تساعد في إنقاذ عدد كبير من الأرواح في هذه الفاشية.

كما أن لدى كبار السن معدل انتشار أعلى للأمراض المزمنة، فكلما طالت الاعمار، زاد احتمال تكاثر خلايانا بطرق خطيرة، وزادت احتمالية توقف أعضائنا عن العمل بشكل طبيعي، وهذا يعرضنا لخطر الإصابة بأمراض صحية مزمنة مثل السرطان أو مرض السكر، إلى جانب أنظمة المناعة الضعيفة بالفعل، يمكن لهذه الأمراض الأساسية أن تجعل من الصعب على الجسم درء العدوى.

ولقد جدت دراسة أخرى عن الصين، نُشرت حديثًا في The Lancet، أن ما يقرب من نصف المرضى الـ 191 الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في العينة يعانون من مرض كامن آخر غير إصابتهم بكورونا.

فهؤلاء الناس يموتون من الالتهاب الرئوي وليس العدوى البكتيرية أو الفيروسية، بل إنه عبارة عن التهاب، كما نراه مع مرض السارس، وكانت المفاجأة أن السارس - مثل الفيروس التاجي الجديد كورونا - كان قد دفع أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص إلى الإفراط في رد الفعل المناعي، مما أدى إلى عاصفة السيتوكين.

لكن البيانات الصينية أظهرت أن الاستجابة المناعية تبدو أسوأ لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة أو مزمنة، حيث "كانت نسبة الأشخاص الذين يموتون بسبب السرطان تبلغ النصف مقارنة بمرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وليس من الواضح لماذا يعتبر Covid-19 محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض، ولكن بشكل عام يمكن أن تكون أمراض الجهاز التنفسي خطيرة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

عندما لا تعمل الرئتان بشكل صحيح، يجب أن يعمل القلب بشكل أكبر، وقد عرف الباحثون أيضًا أن مرض السكري يمكن أن يضر بالجهاز العصبي ويضعف جهود الجسم لإزالة العدوى من الرئتين، ويمكن لظروف مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم المرتبط بمرض السكري أن تكبح أيضًا الخلايا المناعية.

هناك مشاكل أخرى مرتبطة بالشيخوخة تلعب دورًا هنا أيضًا، فقد يكون كبار السن أقل كفاءة في تحمل السعال والعطس، مما يجعل من الصعب عليهم إزالة فيروس Covid-19، الذي يصيب الشعب الهوائية، يمكن أن يؤدي تلف الرئة المتراكم لدى كبار السن بسبب عادات مثل التدخين أو استنشاق الهواء الملوث إلى زيادة خطر الاصابة إلى الضعف، لذلك عندما يضرب Covid-19، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل الالتهاب الرئوي الحاد.

من ناحية أخرى، لا تزال أقلية فقط من كبار السن هم الذين قد يواجهون أشد أضرار Covid-19. لأن الكثيرين قد تعافوا، ومن المرجح أن كبار السن الذين يتمتعون بصحة جيدة سيظلون على قيد الحياة بعد الإصابة. "إذا كان لديك جهاز مناعة قوي في البداية ، يمكنك على الأرجح محاربة الفيروس."


سواء كنت تبلغ من العمر 75 أو 35 عامًا ، تؤدي الأمراض المزمنة إلى تفاقم نتائج العدوىبالفيروس التاجي الجديد كورونا. لقد أصيب الأشخاص الأصغر سنا بالفعل وتوفوا من جراء الاصابة بـ Covid-19، على الرغم من أنهم يشكلون حصة أصغر بكثير من كبار السن.

ومع ذلك، يمكن أن يكون الضرر المحتمل من هذا الفيروس هائلاً.. لماذا؟

إن أكثر من 10 ملايين أمريكي يعانون من نقص المناعة، وأكثر من 100 مليون بالغ في الولايات المتحدة مصابون بمرض السكر أو مقدماته، لذا فإن التدابير التي نستخدمها لحماية كبار السن، جسديًا وذهنيًا، يمكن أن تساعد الشباب في مواقف مماثلة، حيث أن هناك شباب لديهم هذه الظروف الأساسية، وهذا ما يعرضهم للخطر من كوفيد 19.

هذا التفشي هو أيضًا فرصة لإعادة التفكير في صحتنا الشخصية والبنية التحتية الاجتماعية وتعزيزها.

وقد تكون هذه دعوة للاستيقاظ لنا للتفكير في الشيخوخة الخاصة بنا وما الذي يمكننا فعله للتأكد من أننا في صحة جيدة قدر الإمكان، بمعنى، هل نحصل على نظام غذائي جيد؟، هل نمارس الرياضة؟، هل لدينا أشخاص مقربون في حياتنا؟، هل لدينا اتصالات اجتماعية؟، كل هذه الأشياء يمكن أن تبقينا بصحة جيدة.

ولكن في الوقت الذي يضطر فيه الناس إلى الانفصال مع إغلاق المكاتب، وإلغاء المؤتمرات، وإبقاء الطلاب في منازلهم، وإغلاق الصالات الرياضية، وعزل الأفراد لأنفسهم، أصبحت هذه الروابط الاجتماعية أكثر صعوبة، سنحتاج إلى بذل جهودًا نشطة للبقاء على اتصال من أجل صحتنا ومن حولنا.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك