بواسطه لهلوبة الاحد , 5 أكتوبر 2025 ,3:01 م
تصدر اسم الفنان اللبناني فضل شاكر تريند منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، عقب تسليم نفسه طوعًا مساء السبت إلى مخابرات الجيش اللبناني عند حاجز الحسبة المؤدي إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، منهياً أكثر من عقد من التواري عن الأنظار.
وجاءت هذه الخطوة بعد أحكام قضائية صارمة صدرت بحقه، وصلت إلى 22 عامًا من السجن مع الأشغال الشاقة، إثر إدانته بتهم تتعلق بـ"الإرهاب والانتماء إلى جماعة مسلحة وتمويلها".
دعونا من خلال الموضوع التالي من لهلوبة، نوضح لكم أسباب ملاحقة فضل شاكر قضائيًا طوال السنوات الماضية.
بعد أن كان فضل شاكر أحد أبرز المطربين العرب في تسعينيات وبداية الألفية الجديدة، حيث اشتهر بأغانيه الرومانسية وصوته الدافئ، ونال عن جدارة لقب "ملك الرومانسية"، أعلن بشكل مفاجئ اعتزاله الفن نهائيًا في عام 2012، معتبرًا الغناء "حرامًا شرعًا"، وبدأ يتقرب من الشيخ أحمد الأسير، الذي كان آنذاك شخصية دينية مثيرة للجدل عُرفت بخطاباتها الحادة ضد الجيش اللبناني وبعض القوى السياسية.
وفي يونيو 2013، شهدت منطقة عبرا قرب صيدا اشتباكات عنيفة بين أنصار الشيخ الأسير والجيش اللبناني، بعد هجوم مسلح على حاجز عسكري تابع للجيش.
استمرت المعارك يومين كاملين وأسفرت عن مقتل 18 جنديًا و11 مسلحًا، قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة الكاملة على المجمع الذي كان يتخذه الأسير ومناصروه مقرًا لهم، ومن بينهم فضل شاكر الذي كان قريبًا من المجموعة.
خلال تلك الأحداث، وُجهت إلى "شاكر" اتهامات بالتحريض والمشاركة في القتال، خاصة بعد انتشار مقاطع مصوّرة له ظهر فيها وهو يتحدث بانفعال عن "الانتصار على الجيش"، ما أثار موجة غضب واسعة في لبنان والعالم العربي، واعتُبر بمثابة تأييد مباشر للهجوم على المؤسسة العسكرية.
ومنذ انتهاء المعارك، اختفى فضل شاكر عن الأنظار متحصنًا داخل مخيم عين الحلوة، الذي ظلّ ملاذه الآمن لأكثر من عشر سنوات، بعيدًا عن الإعلام والحياة الفنية التي كانت قد جعلت منه يومًا نجمًا محبوبًا.
في ديسمبر 2020، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمين غيابيين بحق الفنان فضل شاكر: جاء في الحكم الأول السجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، بعد إدانته بتهمة "التدخل في أعمال إرهابية ارتكبها إرهابيون، مع علمه المسبق بها، من خلال تقديم دعم لوجستي لهم".
أما الحكم الثاني، كان بالسجن سبع سنوات إضافية مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية، بتهمة "تمويل جماعة أحمد الأسير، والإنفاق على عناصرها وتأمين شراء الأسلحة والذخائر لهم".
وبذلك بلغ مجموع الأحكام الصادرة بحقه 22 عامًا من السجن، وهي من أشد الأحكام التي طالت شخصية فنية في لبنان.
في المقابل، كان الشيخ أحمد الأسير نفسه قد أوقفته السلطات اللبنانية في عام 2015 أثناء محاولته الفرار عبر مطار بيروت الدولي باستخدام جواز سفر مزور، وصدر بحقه حكم بالإعدام في عام 2017.
رغم الأحكام القاسية، تمسك فضل شاكر طوال السنوات الماضية بـبراءته من تهمة المشاركة في القتال، مؤكّدًا عبر وكلائه القانونيين أنه لم يطلق النار على الجيش ولم يشارك في أي عمل مسلح، مشيرًا إلى أن خروجه من المجمع سبق اندلاع الاشتباكات.
وأكد شاكر في أكثر من تصريح سابق أنه ضحية حملة سياسية وإعلامية، وأن المقاطع التي ظهرت له تم اجتزاؤها من سياقها، موضحًا أنه يكنّ الاحترام الكامل للمؤسسة العسكرية اللبنانية، ويتمنى محاكمة عادلة تكشف حقيقة ما جرى في تلك المرحلة الحرجة.
الجدير بالذكر، أنه بعد أكثر من عشر سنوات من الملاحقة، قرر فضل شاكر إنهاء فترة اختفائه الطويلة وتسليم نفسه طوعًا إلى الجيش اللبناني في 4 أكتوبر 2025.
وجرت العملية عند حاجز الحسبة الواقع عند مدخل مخيم عين الحلوة، في خطوة تمّت بعد تنسيق مسبق مع وجهاء المخيم وممثلين عن الجيش اللبناني.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن شاكر خرج سيرًا على الأقدام من داخل المخيم نحو الحاجز العسكري، حيث استقبله ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني وتسلموه رسميًا. وأكد شهود عيان أن الفنان بدا مرتاحًا وغير متوتر، وتحدث إلى مرافقيه بتفاؤل وابتسامة واضحة، في مشهد يوحي بأنه قرر مواجهة مصيره بثقة بعد سنوات من الغياب.