بواسطه لهلوبة الإثنين , 11 أغسطس 2025 ,10:07 ص
في مثل هذا اليوم، 11 أغسطس من عام 2015، فقدت الساحة الفنية العربية واحدًا من أبرز أعلامها، الفنان نور الشريف، الذي رحل عن عمر ناهز 69 عامًا بعد صراع مرير مع سرطان الرئة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا يمتد بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية.
ومع حلول الذكرى، يتجدد الحديث عن المحطات الإنسانية المؤثرة في حياة الفنان الراحل، ومنها حكاية نادرة رواها بنفسه في أحد اللقاءات، عن حلم سيارة "جاكوار" الذي غيّر مجرى حياته بشكل غير متوقع.
في لقاء تلفزيوني نادر، كشف نور الشريف عن أحد أسرار حياته الشخصية، التي لم يعرفها الجمهور من قبل. استرجع الفنان الراحل ذكرياته في بداياته الفنية، حين كان لا يزال طالبًا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ويعمل في الكواليس بدور صغير خلف الفنانة ماجدة الخطيب ضمن مسرحية "وبور الطحين".
في تلك الفترة، لم يكن نور الشريف سوى شاب طموح اسمه الحقيقي محمد جابر، يتلمس خطواته الأولى في عالم الفن، لكنه كان مفتونًا بما تمثّله الحياة الفنية من بريق وأحلام. يقول في اللقاء: "زميلتنا ماجدة الخطيب كان عندها عربية جاكوار، وأنا كنت بشتغل وراها كومبارس، فبقى حلمي أجيب عربية زيها، وفعلاً اشتغلت واجتهدت لحد ما جبتها... بس كانت بداية مصيبة في حياتي."
وما إن امتلك السيارة التي حلم بها، حتى بدأ نور الشريف يعيش تحولًا داخليًا، لا تحركه فيه سوى رغبة الظهور والثراء. أضواء الشهرة بدأت تسلب منه هويته الحقيقية، كما عبّر في اللقاء ذاته، قائلًا: "بدأت مبقاش محمد جابر ابن السيدة زينب، ابتدت الأضواء تبهرني، فكانت النتيجة إني فقدت نفسي... ضيعت، وبقيت عايز فلوس بأي طريقة."
كانت هذه المرحلة من حياته مليئة بالتخبط والقرارات غير المدروسة، إذ اعترف أنه وافق على أي دور يُعرض عليه دون دراسة، مدفوعًا برغبة جامحة في تحقيق المكاسب السريعة، ما جعله يشعر لفترة بأنه فقد البوصلة التي بدأ بها.
العودة إلى الذات.. وبداية الطريق الحقيقي
رغم الضياع المؤقت، استطاع نور الشريف أن يستفيق ويعيد حساباته. أدرك أنه لن يكون مجرد اسم عابر في قوائم الممثلين، وأنه بحاجة لإعادة الاتصال بجذوره وبقيمه. وهكذا، بدأ ينتقي أدواره بعناية، وكرّس موهبته لأعمال تليق بحلمه ومكانته.
ومن هنا، انطلقت مسيرته الفنية الحقيقية، التي رسّخت اسمه بين كبار نجوم جيله، وقدّم خلالها أعمالًا خالدة مثل: "العار، حدوتة مصرية، الكرنك، ليلة ساخنة، عمارة يعقوبيان، لن أعيش في جلباب أبي، عائلة الحاج متولي" وغيرها الكثير.
1,222 مشاهده