كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ نصائح تربوية

بواسطه روضة إبراهيم الخميس , 5 يونيو 2025 ,9:21 ص

كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟


كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ العيد في أعين الأطفال هو بهجة، ملابس جديدة، ألعاب، وحلوى… لكن وراء هذه التفاصيل هناك فرصة ذهبية لتعليمهم معاني أعمق. فكل عيد يمر هو محطة تربوية يمكن أن تتركي فيها بصمة في قلوبهم، تبقى معهم لسنوات طويلة.

إذًا كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ بطريقة تجعلهم يدركون أن العيد ليس مجرد احتفال، بل شعيرة دينية، ومناسبة للصلة، والعطاء، والتقرب من الله؟ هذا ما سنكشفه في هذا المقال من لهلوبة، حيث نمنحكِ خطوات بسيطة وعملية لغرس المعاني الطيبة في أطفالك.

 

كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟

  •  العيد أكثر من ملابس وهدايا:

غالبًا ما يربط الأطفال بين العيد والهدايا أو العيدية، وهو أمر طبيعي. لكن هنا تأتي مهمتكِ: أن توسعي مفهوم العيد ليشمل قيمًا إنسانية وروحية.

قولي لهم بلغة بسيطة: "العيد فرحة ربنا لنا بعد ما صمنا، أو بعد ما الناس حجت، عشان نفرح بطاعته ونشكر نعمه". اشرحي لهم أن العيد فرصة لنشكر الله على كل خير، ونشارك الآخرين الفرح.

اجلسي معهم قبل العيد بيوم أو يومين، واسأليهم: "إيه أكتر حاجة بتحبها في العيد؟" ثم تحدثوا عن كيف يمكن لكل واحد أن يجعل العيد أفضل لغيره أيضًا.

هكذا تزرعين أول بذرة في فهمهم للعيد، بعيدًا عن الجانب المادي فقط.

 

  • العيد فرصة تربوية لا تُعوّض:

لا يوجد وقت أفضل من العيد لتعليم طفلك القيم. فهو وقت تجمع، مشاركة، وزيارات. في العيد يرى الطفل العائلة، يسمع التكبيرات، يذهب للمسجد، يرى الناس يضحكون ويهنئون بعضهم البعض… كل ذلك يشكل صورة متكاملة في ذهنه عن "ما هو العيد؟".

استغلي هذه الأجواء الإيمانية لتقولي له: "شايف يا حبيبي الناس قد إيه فرحانة؟ ده لأنهم أطاعوا ربنا وربنا بيكافئهم".

كما يمكنكِ استخدام المواقف اليومية لتوصيل الرسائل، مثل أن تقولي له وهو يوزع الحلوى على إخوانه: "أنت كده بتعمل زي النبي لما كان يحب يفرّح الناس".

هكذا تجيبين بطريقة غير مباشرة عن سؤالنا: كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ بالإقناع وليس بالأوامر.

 

  •  العيد كذاكرة طفولية مؤثرة:

اسألي أي شخص كبير عن أجمل ذكرياته، وستجدين أن العيد حاضر دائمًا. الطفولة والعيد مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وأنتِ من تصنعين هذه الذكريات.

اعملي مع أطفالك ألبوم صور خاص بكل عيد. اجعليهم يحتفظون ببطاقات العيديات أو يكتبون فيها دعاءهم للعيد. هذه الذكريات الصغيرة ترسخ فكرة أن العيد له طابع خاص، وليس مجرد يوم مثل باقي الأيام.

شجعيهم على رسم ما يعنيه العيد لهم. قد يرسمون مسجدًا، أو جدتهم، أو طبق كعك، أو حتى أنفسهم وهم يصلون العيد. هذه الأنشطة تعزز الارتباط العاطفي بالعيد، وتجعله مناسبة ينتظرونها بشوق.

 

  •  شاركي طفلك قصة العيد وأسبابه:

من أجمل وسائل غرس القيم لدى الأطفال هي الحكاية. حدّثيهم عن قصة العيد بلغة بسيطة تناسب أعمارهم. مثلًا، قولي لهم:

"عيد الفطر جه بعد ما ربنا وفقنا نصوم رمضان… فربنا بيكافئنا بالفرحة واللبس الجديد والعيدية."

"وعيد الأضحى جه عشان نفتكر قصة سيدنا إبراهيم وإزاي أطاع ربنا، وربنا أنقذ ابنه، عشان يعلمنا نطيع من غير ما نتردد."

اجعلي القصة مرتبطة بالقيم مثل الطاعة، الصبر، الشكر، الرحمة. واطلبي منهم أن يحكوا القصة بعدك، أو يرسموا ما فهموه.

هذه الطريقة تعلّمهم أن كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ لا يكون فقط بالشرح، بل بالاندماج والإعادة والتفاعل.

 

  • علميهم التكبير وفرحة الطاعة:

لا تكتفي بسماع التكبيرات من الجوال أو المسجد فقط. شاركي أطفالك في ترديدها بصوت واضح. اجعلي التكبير طقسًا عائليًا: قبل النوم، عند الاستيقاظ، أثناء تحضير طعام العيد، وهكذا.

علميهم أن التكبير هو إعلان الفرح بطاعة الله، وليس مجرد كلمات. كرري معهم:

"الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد."

يمكنكِ طباعة بطاقة صغيرة فيها التكبيرات، وتزيينها معًا، ثم تعليقها على الحائط. هذه اللمسات البسيطة تجعل التكبير عادة وفرحة في آنٍ واحد.

ولا تنسي أن تمدحيهم كل مرة يرددونها، وابتسمي لهم قائلة: "ما أجمل صوتك لما تكبر لربنا!".

 

  •  اجعلي صلاة العيد تجربة سعيدة:

إذا كنتِ تتساءلين كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟، فابدئي بصلاة العيد. فهي واحدة من أقوى اللحظات التي يتشكل فيها وعي الطفل الديني والشعائري. لكن النجاح في هذا يتطلب منكِ أن تجهزيه نفسيًا وجسديًا.

قبل يوم العيد:

جهزي ملابسه معًا، واتركيه يختار ما يحب.

احكي له عن أجواء الصلاة، وكيف يتجمع الناس كلهم ليشكروا الله.

شوقيه للذهاب بالحديث عن الحلوى التي ستوزع أو اللقاء مع أصدقائه.

صباح العيد:

استيقظوا مبكرًا بهدوء وفرح.

كلي معه تمرات كما فعل النبي ﷺ، واذكري الحكمة وراءها.

أثناء التكبير في الطريق، ارفعي صوتك بتكبير خفيف، وشاركيه الحماس.

في المسجد:

احرصي أن تقفي معه في الصفوف الخلفية.

لو كان صغيرًا جدًا، اجعليه يجلس بجانبك دون ضغط.

بعد الصلاة، اسأليه: "إيه أكتر حاجة عجبتك؟"، وابدئي محادثة قصيرة.

كل هذه التفاصيل تصنع ذكرى جميلة في قلبه عن صلاة العيد، وتجعله ينتظرها عامًا بعد عام.

 

  •  اشركيهم في توزيع العيدية والهدية:

العيدية ليست فقط مبلغًا ماليًا؛ هي فرصة ذهبية لتعليم الطفل العطاء قبل الأخذ. بدلاً من أن يكون هو فقط المتلقي، اجعليه يُعطي أيضًا.

كيف؟

اشتري له ظرفين: واحد ليأخذ فيه عيديته، وآخر ليقدمه لصديق، أو فقير، أو أحد من العائلة.

قولي له: "ربنا بيحب اللي يفرّح غيره… مش العيدية بس اللي بتسعد، كمان إنك تدي غيرك".

امنحيه بعض الحلوى، واطلبي منه أن يوزعها بنفسه على الجيران أو الأطفال في المسجد.

سيشعر وقتها أنه ليس مجرد طفل ينتظر ما يُعطى، بل هو شخص مؤثر قادر على صنع السعادة.

 

  • زوري معهم الأقارب والمرضى:

صلة الرحم جزء لا يتجزأ من معاني العيد. والطفل لا يتعلمها من الكتب، بل من التجربة الفعلية. خصصي وقتًا لزيارة عمّه، جدته، خاله، أو حتى أحد الجيران الكبار في السن.

قبل الزيارة:

حضّري الطفل نفسيًا: "النهاردة هنزور تيتا ونقول لها كل سنة وهي طيبة".

خذوا معكم هدية بسيطة أو وردة.

أثناء الزيارة:

اجعليه يسلّم، ويسأل عن الحال.

دعيه يقدم العيدية أو الهدية بنفسه.

بعد الزيارة:

ناقشي معه كيف شعر؟ ما الذي لاحظه؟ هل أحب التجربة؟

امدحيه وعبري عن فخرك به.

أما زيارة المرضى، فهي فرصة عظيمة لتعليمه الرحمة والدعاء. قولي له: "ربنا بيفرح لما نزور الناس اللي تعبانة، لأن ده بيطمنهم إنهم مش وحدهم".

 

  • درّبيهم على تقديم المساعدة في التجهيزات:

الأطفال يحبون أن يشعروا بأهميتهم، والعيد فرصة لتدريبهم على المسؤولية دون أن يشعروا بأنها عبء. حتى الطفل الصغير يمكنه أن يساهم في تحضير البيت للعيد، أو تجهيز السفرة.

ابدئي بأشياء بسيطة:

طيّ المناديل.

ترتيب الحلوى في الأطباق.

تعليق الزينة في أماكن آمنة.

مساعدة في ترتيب الأحذية قبل صلاة العيد.

قولي له: "إنت النهاردة ساعدتِني جدًا، العيد ما كانش هيكمل من غيرك!"، هذه الكلمات تزرع فيه شعورًا داخليًا بأن له دور في فرحة العيد.

وهنا يكون الجواب العملي لسؤال: كيف تغرسين معاني العيد في أطفالك؟ هو: بأن تمنحيهم مسؤولية، وليس فقط فرجة.

 

  • زيني المنزل معهم:

الزينة ليست للضيوف فقط، بل هي وسيلة نفسية لتعزيز قيمة العيد في قلب الطفل. فالمنزل حين يلبس حلّته الخاصة، يشعر الطفل أن "حدثًا كبيرًا" على وشك الحدوث. وهنا يمكنكِ تحويل التزيين إلى نشاط أسري مليء بالحب.

نصائح بسيطة:

اشتري أدوات الزينة من محلات مستلزمات العيد، أو اصنعيها في المنزل من الورق.

خصصي مكانًا يُعبّر عن لمستهم، مثل جدار يكتبون عليه "عيد سعيد"، أو ركن فيه صورهم في أعياد سابقة.

أطلبي منهم تعليق الزينة في غرفهم بأنفسهم، فهذا يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية والانتماء للفرح.

ولا تنسي أن تحتفلي معهم بعد الانتهاء من الزينة بكوب عصير أو بعض الحلوى، وكأنكم تحتفلون بنجاح مهمة كبيرة.


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك