فلسطينية تمنح الورود حياة داخل قنابل الموت.. بعد مقتل ابنها

بواسطه إسراء صادق الخميس , 22 فبراير 2018 ,4:27 م

الحاجة صبيحة


"أينما زرعك الله أزهر وكن ذا أثر"، تقال هذه الحكمة لكي تنتج وتؤثر وتبدع أينما وضعك الله رغم أي ظروف ربما كان إزهارك في شيء صعب أو لا تهواه كان سببًا في خيرًا كثيرًا، ولكن ماذا لو زرعك الله وسط حرب لا تنتهي وأرض منتزعة من سنين عديدة وحصار وعدوان وقنابل، هل تستطيع أن تزهر؟ هذا بالظبط ما فعلته الحاجة صبيحة أم الشهيد وكأنها ترفع شعار "تقتل قنابلكم أجسادنا..لكن أرواحنا مازالت تزهر".

القصة بدأت عندما بدأ الفلسطينيون احتجاجات جديدة من التي اعتادوا عليها، هذه المرة بسبب الجدار العازل، الأمر الذي قوبل كالمعتاد بهجوم من المحتل الاسرائيلي بقنابل الغاز المسيل للدموع تبعه بعض طلقات الرصاص لتفريقهم، فيسقط عدد منهم بين مصاب وقتيل، تخرج الحاجة صبيحة التي مات ابنها في هذه الاحتجاجات ضد الجدار العازل وتجمع فوارغ تلك القنابل لتملأها بتراب أرض فلسطين وتزرع زهورًا يفوح منها عبير الشهداء.

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور الحاجة صبيحة وهي تروي "قنابل الزهور" وتترحم على روح ابنها "باسم أبو رحمة" الذي قتل خلال أحد الهجمات.

وكان مدير مشروع الحديقة قد صرح لوكالة الأنباء الصينية "شنخوا" أن زراعة قنابل الغاز بالزهور الملونة، هي جزء من فاعليات تعزيز الصمود الفلسطيني بالضفة الغربية، ودعم من مؤسسة "تعاون" لحل الصراعات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يو.إن.دي.بي".

وكان الجدار العازل قد بني عام 2002 لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينيين إلى المستوطنات القريبة من الخط الأخضر.

قد تبدو الفكرة بسيطة وحالمة، لا تمثل وسيلة من وسائل الصمود المتعارف عليها، ولكنها تؤكد الإصرار والأمل في البقاء دون يأس، حتى ولو بزراعة وردة من تراب هذه الأرض.

ولم تكن المرة الأولى التي نسمع فيها عن ابتكارات وإبداعات أهل فلسطين، فالنساء هناك يبدعن في كثير من أنواع الفنون ويعلمن أطفالهن، وكأن ما يعيشون فيه من حصار جعل أرواحهم وعقولهم حرة خصبة بالأفكار والفنون.
 

 

 

 

موضوعات متعلقة: 

فنانون رغم الحصار.. فتاة فلسطينية ترسم لوحات فنية عظيمة بالطعام

من التالتة شمال.. "الحاجة هدى" ستينية أهلاوية تشجع الابطال

أم كلثوم وفلسطين..علاقة حب خاصة منحتها لقب كوكب الشرق


قولى رأيك

تابعنا علي فيسبوك