أسباب طبية خلف النحافة المفرطة.. الأسباب الخفية التي يجب الانتباه إليها
أسباب طبية خلف النحافة المفرطة. تُعد النحافة المفرطة من المشكلات الصحية التي لا تقل خطورة عن السمنة، إذ قد تكون مؤشرًا على اضطرابات داخلية أو أمراض مزمنة تؤثر على امتصاص الجسم للغذاء أو استهلاكه للطاقة. وبينما قد يظن البعض أن النحافة مجرد عامل وراثي أو نتيجة لنقص الشهية، إلا أن هناك أسباب طبية خلف النحافة المفرطة يجب اكتشافها مبكرًا لتفادي المضاعفات الصحية الخطيرة.
في هذا المقال من لهلوبة، سنستعرض بالتفصيل أهم الأسباب الطبية وراء النحافة المفرطة، وأعراضها، ومتى يجب زيارة الطبيب، مع نصائح غذائية وطبية للمساعدة في استعادة الوزن الصحي بطريقة آمنة ومتوازنة.
ما هي النحافة المفرطة؟
النحافة المفرطة تُعرّف طبيًا بأنها الحالة التي يكون فيها مؤشر كتلة الجسم (BMI) أقل من 18.5.
وفي هذه الحالة، يعاني الجسم من نقص في الكتلة العضلية والدهنية، مما يجعله أكثر عرضة للأمراض ونقص المناعة وضعف العظام.
لكن قبل محاولة زيادة الوزن بشكل عشوائي، يجب أولاً تحديد الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة، لأن تجاهل السبب الحقيقي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
أسباب طبية خلف النحافة المفرطة
- اضطرابات الغدة الدرقية:
من أبرز الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي حالة يقوم فيها الجسم بإنتاج كميات زائدة من هرمون الثيروكسين.
هذا الهرمون يرفع من معدل الحرق داخل الجسم، فيؤدي إلى فقدان الوزن بشكل سريع رغم تناول كميات طبيعية أو حتى كبيرة من الطعام.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية تشمل:
فقدان وزن غير مبرر.
زيادة معدل ضربات القلب.
التعرق الزائد والعصبية المفرطة.
اضطرابات النوم ورجفة في اليدين.
من الضروري مراجعة الطبيب لإجراء فحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH, T3, T4) لتأكيد التشخيص والبدء بالعلاج المناسب.
- مشكلات الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص:
يُعد ضعف امتصاص العناصر الغذائية أحد أكثر الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة شيوعًا.
في بعض الحالات، لا يستطيع الجهاز الهضمي امتصاص البروتينات أو الدهون أو الكربوهيدرات بشكل سليم، مما يؤدي إلى نقص الوزن حتى مع تناول كميات كافية من الطعام.
أبرز الأمراض المسببة لسوء الامتصاص:
مرض السيلياك (حساسية الغلوتين): حيث يتفاعل الجسم سلبًا مع بروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير.
التهاب الأمعاء المزمن مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
التهابات البنكرياس المزمنة التي تؤثر على إفراز الإنزيمات الهاضمة.
علامات سوء الامتصاص:
انتفاخ البطن والإسهال المزمن.
براز دهني أو لونه فاتح.
ضعف عام وتساقط الشعر.
يُنصح بإجراء تحاليل البراز والدم لتقييم امتصاص الجسم للعناصر الغذائية.
- السكري غير المنضبط:
من الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة أيضًا الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو سوء السيطرة على النوع الثاني.
في هذه الحالة، لا يتمكن الجسم من استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، فيلجأ إلى حرق الدهون والعضلات مما يسبب فقدانًا سريعًا للوزن.
أعراض مرافقة:
عطش دائم وتبول متكرر.
تعب مزمن وشعور بالإرهاق.
فقدان وزن رغم تناول كميات كبيرة من الطعام.
لذلك، يجب ضبط مستوى السكر في الدم بالعلاج الغذائي والدوائي المناسب لتجنب استمرار فقدان الوزن.
- الاكتئاب واضطرابات القلق:
قد تكون الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة نفسية أيضًا، إذ يؤدي الاكتئاب أو القلق المزمن إلى فقدان الشهية واضطراب الهرمونات المسؤولة عن الجوع.
في بعض الحالات، يفقد المريض اهتمامه بالطعام تمامًا، مما يؤدي إلى نقص شديد في الوزن بمرور الوقت.
علامات النحافة المرتبطة بالاكتئاب:
فقدان الرغبة في الأكل أو الاكتفاء بوجبات صغيرة.
اضطرابات النوم والشعور بالتعب المستمر.
تقلبات مزاجية وشعور دائم بالحزن أو القلق.
العلاج النفسي والدعم السلوكي يلعبان دورًا كبيرًا في استعادة الشهية وتحسين الحالة العامة.
- الأمراض المزمنة والمناعية:
بعض الأمراض المزمنة تُعتبر من الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة، نظرًا لتأثيرها المباشر على الشهية وامتصاص الجسم للطاقة.
من أبرز هذه الأمراض:
السرطان: حيث تؤدي الأورام إلى زيادة استهلاك الطاقة داخل الجسم، مع فقدان الشهية والغثيان المستمر.
الدرن (السل): وهو مرض بكتيري مزمن يسبب ضعفًا عامًا ونقصًا في الوزن.
فيروس نقص المناعة (HIV): يسبب فقدانًا كبيرًا للوزن بسبب ضعف الامتصاص والالتهابات المتكررة.
في هذه الحالات، يُعد فقدان الوزن عرضًا ثانويًا للمرض الأساسي، لذا يكون العلاج موجّهًا لعلاج السبب وليس فقط لزيادة الوزن.
- العوامل الوراثية والتمثيل الغذائي السريع:
بعض الأشخاص يمتلكون معدل حرق طبيعي مرتفع بسبب عوامل وراثية، مما يجعل أجسامهم لا تحتفظ بالسعرات الحرارية بسهولة.
ورغم أن هذه الحالة لا تُعتبر مرضية في جميع الأحيان، إلا أنها تُصنف ضمن الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة إذا أدت إلى ضعف المناعة أو اضطراب الدورة الشهرية أو هشاشة العظام.
في هذه الحالة، يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة غنية بالبروتين والدهون الصحية مع ممارسة تمارين المقاومة لبناء الكتلة العضلية.
- تناول بعض الأدوية:
هناك أنواع من الأدوية قد تسبب فقدان الشهية أو زيادة معدل الحرق، وبالتالي تؤدي إلى نحافة زائدة.
من أهمها:
أدوية الغدة الدرقية.
بعض مضادات الاكتئاب والمنشطات العصبية.
أدوية علاج السرطان (العلاج الكيماوي).
لذلك، يجب على الطبيب متابعة الوزن بشكل دوري أثناء فترة العلاج لتعديل الجرعات أو تغيير الدواء عند الضرورة.
متى تصبح النحافة المفرطة خطيرة؟
تصبح النحافة المفرطة خطرًا طبيًا إذا ظهرت أعراض مثل:
- دوخة وإرهاق مزمن.
- اضطراب في الدورة الشهرية عند النساء.
- ضعف في الجهاز المناعي وكثرة العدوى.
- تساقط الشعر وتقصف الأظافر.
- هشاشة العظام وضعف العضلات.
عند ظهور أي من هذه الأعراض، يجب إجراء فحوص شاملة لتحديد الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة وعلاجها قبل حدوث مضاعفات.
نصائح لاستعادة الوزن بطريقة صحية
بعد تحديد الأسباب الطبية خلف النحافة المفرطة وعلاجها، يمكن اتباع بعض الخطوات لزيادة الوزن بأمان:
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة كل 3 ساعات.
- التركيز على الأطعمة عالية السعرات مثل المكسرات، الأفوكادو، والبطاطا.
- شرب العصائر الطبيعية بالحليب والعسل.
- ممارسة تمارين المقاومة لبناء العضلات.
- تناول مكملات غذائية تحت إشراف الطبيب عند الحاجة.