أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر

الإثنين , 15 سبتمبر 2025 ,9:45 ص
أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر

أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر. الحمل بتوأم من التجارب المثيرة التي تجذب انتباه الكثير من النساء والأسر، حيث يعتبر قدوم طفلين في آن واحد حدثًا استثنائيًا مليئًا بالفرحة، لكنه قد يكون أيضًا مليئًا بالتحديات. تختلف أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر من امرأة لأخرى، فهناك من يكون لديها استعداد وراثي، وأخرى تؤثر على فرصها بعض الظروف الصحية أو العوامل الخارجية. في هذا المقال من لهلوبة، سنتناول بشكل تفصيلي الأسباب المختلفة التي تزيد من فرص الحمل بتوأم، إضافة إلى المخاطر المحتملة التي قد تصاحب هذه الحالة.

 

أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر

العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية الحمل بتوأم، حيث تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من التوائم أكثر عرضة لإنجاب توائم. فإذا كانت الأم أو الجدة قد حملت بتوأم، فإن فرص الابنة ترتفع بشكل ملحوظ. هذا التأثير يعود بالأساس إلى جينات معينة تتحكم في عملية الإباضة، حيث قد يطلق المبيض أكثر من بويضة خلال الدورة الشهرية الواحدة، مما يرفع من احتمالية التخصيب المتعدد.

لكن يجب التنويه أن هذا العامل الوراثي يظهر بشكل أوضح في التوائم غير المتطابقة (أي الناتجة عن تخصيب بويضتين منفصلتين) مقارنة بالتوائم المتطابقة. وبالتالي فإن وجود تاريخ عائلي لا يعني بالضرورة حدوث الحمل بتوأم، لكنه بالتأكيد يزيد من فرص ذلك.

 

يُعتبر عمر المرأة من أبرز أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر. فكلما تقدمت المرأة في العمر، خاصة بعد سن الثلاثين وحتى منتصف الأربعين، زادت احتمالية إطلاق المبيض لأكثر من بويضة في الدورة الواحدة. ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، حيث يرتفع مستوى هرمون منشط الجريب (FSH) المسؤول عن تحفيز المبايض. هذا الارتفاع يؤدي إلى زيادة احتمال نضوج أكثر من بويضة، وبالتالي ترتفع فرص الحمل بتوأم.

ومع أن هذا العامل قد يكون إيجابيًا من حيث الرغبة في إنجاب توائم، إلا أنه في الوقت نفسه يزيد من المخاطر المرتبطة بالحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل، مما يتطلب متابعة دقيقة مع الطبيب.

 

التطور الطبي في مجال الإخصاب المساعد مثل التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب ساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الحمل بتوأم. هذه التقنيات تعتمد في بعض الحالات على تحفيز المبيض لإنتاج عدة بويضات، أو نقل أكثر من جنين إلى رحم الأم لزيادة فرص النجاح. وبالتالي تصبح احتمالية الحمل بتوأم أو حتى أكثر من ذلك مرتفعة.

ورغم أن هذا الأمر قد يكون مرغوبًا عند بعض الأزواج، إلا أنه يدخل أيضًا ضمن قائمة عوامل الخطر، حيث يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات أثناء الحمل مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الأجنة عند الولادة. ولهذا السبب أصبحت المراكز الطبية مؤخرًا تميل إلى تقليل عدد الأجنة المنقولة لتقليل هذه المخاطر.

 

من المثير للاهتمام أن النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن أن يؤثرا أيضًا في احتمالية الحمل بتوأم. فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتناولن منتجات الألبان بشكل منتظم أو يتبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتين قد تكون لديهن فرص أعلى للحمل بتوأم. ويرجع ذلك إلى تأثير بعض الهرمونات الموجودة في هذه الأطعمة والتي قد تحفز المبايض على إنتاج أكثر من بويضة.

كذلك، تشير الإحصاءات إلى أن النساء ذوات البنية الجسدية القوية أو اللواتي يتمتعن بوزن زائد قليلاً قد تزداد لديهن فرص الحمل بتوأم مقارنة بالنساء النحيفات جدًا. ورغم أن هذه العوامل لا تعتبر حاسمة بشكل مطلق، إلا أنها تضاف إلى قائمة أسباب زيادة احتمالية الحمل بتوأم وعوامل الخطر التي قد تؤثر على النتيجة النهائية.

 

ختامًا، الحمل بتوأم ليس أمرًا عشوائيًا بالكامل، بل تحكمه مجموعة من العوامل المتشابكة مثل الوراثة، العمر، التقنيات الطبية، وأسلوب الحياة. ومع ذلك، من المهم أن تدرك المرأة أن الحمل بتوأم يرتبط أيضًا بمخاطر صحية تستدعي عناية خاصة ومتابعة دقيقة مع الأطباء لتجنب المضاعفات. وفي النهاية، سواء كان الحمل بطفل واحد أو بتوأم، تبقى رحلة الأمومة مليئة بالحب والتحديات التي تستحق كل جهد.