متى يصبح عناد الطفل مشكلة تستدعي تدخل من متخصص؟
متى يصبح عناد الطفل مشكلة تستدعي تدخل من متخصص؟ العناد هو أحد السلوكيات الطبيعية لدى الأطفال، وخاصة في سنوات عمرهم الأولى، فهو أحيانًا يكون وسيلة الأطفال للاستقلالية، ولكن أحيانًا يتحول العناد عند الأطفال من ظاهرة طبيعية إلى سلوك مقلق قد يؤثر على العلاقات الأسرية. ومن خلال الموضوع التالي من لهلوبة، سنتعرف على متى يصبح عناد الطفل مشكلة حقيقية تستدعي تدخل من متخصص سلوكي.
متى يصبح عناد الطفل مشكلة تستدعي تدخل من متخصص؟
- العناد الطبيعي مقابل العناد المرضي:
في البداية، لا بد من التمييز بين العناد الطبيعي المرتبط بمراحل النمو، والآخر المرضي الذي يشير إلى وجود خلل. الطفل في عمر السنتين إلى أربع سنوات قد يُظهر عنادًا متكررًا كوسيلة للتعبير عن الذات، وهذا طبيعي ما دام لا يتعدى الحدود، ولا يترافق مع سلوك عدواني. لكن إذا استمر العناد لسنوات طويلة، وازداد حدة مع مرور الوقت، فقد يكون مؤشراً على اضطراب سلوكي.
- تكرار السلوك بشكل يومي ومبالغ فيه:
عندما يتحول العناد إلى سلوك دائم ومتكرر يوميًا، بحيث يرفض الطفل أي أوامر أو طلبات من الأهل أو المعلمين بشكل دائم، ويرد بالرفض أو الصراخ أو التحدي دون سبب واضح، هنا يجب التوقف وإعادة تقييم الموقف. الطفل في هذه الحالة لا يرفض لمجرد إثبات الذات، بل قد يكون يعاني من مشكلة أعمق تتطلب فحصًا متخصصًا.
- تأثير العناد على العلاقات الاجتماعية:
من المؤشرات الخطيرة أن يؤثر العناد على تفاعل الطفل مع من حوله. إذا بدأ الطفل في فقدان أصدقائه، أو أصبح منبوذًا بسبب سلوكه العنيف والرافض، أو دخل في صراعات مستمرة مع المعلمين أو زملائه في المدرسة، فهذا يدل على أن المشكلة خرجت من الإطار الأسري إلى المجتمع، ولا يمكن تجاهلها.
- ظهور سلوكيات مصاحبة للعناد مثل العدوانية أو الكذب:
في بعض الحالات، لا يأتي العناد وحده، بل يكون مصحوبًا بسلوكيات أخرى مثل الضرب، تكسير الأشياء، الكذب، أو إيذاء النفس أو الآخرين. هذا النوع من السلوك يشير غالبًا إلى اضطراب سلوكي أو نفسي مثل اضطراب العناد الشارد (ODD) أو حتى مؤشرات مبكرة لاضطرابات سلوكية أكثر تعقيدًا، ويستدعي تدخلًا فوريًا من مختص.
- تجاهل الطفل للعواقب أو العقاب:
من الأمور المقلقة أن يُظهر الطفل لا مبالاة تجاه العقاب أو التوجيه، أو أن يتمادى في سلوكه رغم كل محاولات التهذيب أو الحرمان أو التوبيخ. هذا يشير إلى خلل في إدراك الطفل للتوجيه، أو إلى مشكلة في بناء العلاقة بينه وبين الأهل، وقد يكون دليلًا على حاجة الطفل لبرنامج تعديل سلوك بإشراف مختص.
ختامًا، العناد في حد ذاته ليس مشكلة دائمًا، لكنه يصبح كذلك إذا استمر بشكل مفرط وأثر على حياة الطفل اليومية وعلاقاته. من المهم ألا يُتجاهل العناد المزمن، بل يجب مراقبة الطفل، وفهم دوافع سلوكه، والتوجه إلى أخصائي نفسي عند الحاجة. التدخل المبكر يساعد الطفل على تجاوز مشكلاته السلوكية وتنمية قدراته النفسية والاجتماعية بشكل صحي ومتوازن.