دور قراءة القصص في تعزيز المهارات اللغوية عند الطفل

الإثنين , 12 مايو 2025 ,9:42 ص
دور قراءة القصص في تعزيز المهارات اللغوية عند الطفل

دور قراءة القصص في تعزيز المهارات اللغوية عند الطفل. تساهم القراءة في  نمو الطفل وتطوره، خصوصًا من الناحية اللغوية. فعندما تقرأ الأم لطفلها فهو إلى جانب أنه يتخيل ما يسمعه من القصص، حيث أن القراء تنمي عند الأطفال الخيال كما أنهم يركزون في المصطلحات التي تنطق، حيث تعزز لديهم أيضًا المهارات اللغوية، فالقراءة بشكل عام جمع بين التسلية والتعليم، وتفتح للطفل أبوابًا واسعة من المفردات والمعاني والتعبير. 

ومن خلال الموضوع التالي من لهلوبة، سنتعرف على دور القراءة في تعزيز المهارات اللغوية عند الأطفال.

 

دور قراءة القصص في تعزيز المهارات اللغوية عند الطفل

عندما يقرأ الطفل القصص، فإنه يتعرض لعدد هائل من الكلمات الجديدة والمتنوعة في سياقات مختلفة، ما يساعده على توسيع قاموسه اللغوي. فبدلًا من التكرار اليومي للكلمات التي يسمعها في محيطه، تقدم له القصص ألفاظًا جديدة، وتعابير لغوية مميزة، ما يزيد من قدرته على الفهم والتعبير بطلاقة.

 

قراءة القصص بصوت مرتفع – سواء من قبل الأهل أو من الطفل نفسه – تسهم بشكل مباشر في تحسين مهارات النطق ومخارج الحروف. كما تساعده على فهم بنية الجملة الصحيحة، وتعلم طرق الربط بين الكلمات لتكوين عبارات مفهومة وسليمة نحويًا.

 

عندما يستمع الطفل إلى قصة، فإن ذلك يتطلب منه التركيز والانتباه لمتابعة الأحداث وفهم الشخصيات والمواقف. هذه العملية تطور من مهارة الاستماع النشط، والتي تُعد جزءًا أساسيًا من التفاعل اللغوي، وتُهيّئ الطفل لفهم التعليمات والتواصل في المدرسة وفي حياته اليومية.

 

القصص لا تغذي فقط اللغة، بل تغذي أيضًا الخيال، وهو عنصر مهم في تطوير القدرة على التعبير. الطفل الذي يسمع أو يقرأ القصص يبدأ تدريجيًا في تقليد أسلوب السرد، واستخدام العبارات التي سمعها في التعبير عن مشاعره أو أفكاره. كما أن القصص تساعده على تنظيم أفكاره وربط الأسباب بالنتائج.

 

عندما يعتاد الطفل على قراءة القصص، تتكوّن لديه علاقة إيجابية مع الكتب واللغة المكتوبة. هذا الحب المبكر للقراءة يؤدي إلى نتائج بعيدة المدى، حيث يكون الطفل أكثر استعدادًا للتعلم الذاتي، وأكثر قدرة على استيعاب المناهج الدراسية مستقبلًا، خاصة في مواد اللغة والقراءة.

 

الطفل الذي يمتلك حصيلة لغوية غنية نتيجة قراءة القصص، يكون أكثر ثقة في التحدث أمام الآخرين. يستطيع التعبير عن رأيه بسهولة، والمشاركة في النقاشات الصفية، وطرح الأسئلة بدون تردد، وهذا بدوره يعزز من شخصيته ومهاراته الاجتماعية.

 

ختامًا، قراءة القصص ليست مجرد وسيلة لإشغال وقت الطفل أو تسليته، بل هي أداة تعليمية قوية تساهم في بناء قدراته اللغوية وتعزيز نموه الفكري والعاطفي. لذلك، من المهم أن يُخصص وقت يومي للقراءة مع الأطفال، وأن يتم اختيار القصص التي تناسب أعمارهم واهتماماتهم، لأن اللغة القوية تبدأ من قصة ممتعة تُروى بحب ودفء.